إعداد: سامان مامڵێسی
المبحث
الاول:الدافعية فى التعلم............
المطلب الاول: تعريف التعلم ............
المطلب الثانى: الدافعية وتعريفها..................
المطلب الثالث: الدوافع فى التعلم ووظائفها........
المطلب الرابع: أنواع الدافعية.......................
المبحث الثانى:تعزيز الدافعية فى الفكر التربوى الاسلامى....
المطلب الاول: التعزيز وماهيته.................................
المطلب الثانى: تعزيز الدافعية فى القرآن الكريم...............
المطلب الثالث: تعزيز الدافعية فى السنة النبوية ...............
المطلب الرابع: أساليب تعزيز الدافعية..........................
المطلب الاول: تعريف التعلم ............
المطلب الثانى: الدافعية وتعريفها..................
المطلب الثالث: الدوافع فى التعلم ووظائفها........
المطلب الرابع: أنواع الدافعية.......................
المبحث الثانى:تعزيز الدافعية فى الفكر التربوى الاسلامى....
المطلب الاول: التعزيز وماهيته.................................
المطلب الثانى: تعزيز الدافعية فى القرآن الكريم...............
المطلب الثالث: تعزيز الدافعية فى السنة النبوية ...............
المطلب الرابع: أساليب تعزيز الدافعية..........................
المراجع:..........................................................
المطلب
الاول: تعريف التعلم
ما الذى نقصده بالتعلم(learning)؟
ماالذى نعنيه عندما نقول أنّ فلانا قد تعلم عمل كذا؟
للاجابة
على هذا السؤال؛لابد من تعريف التعلم،كى يتبين لنا مفهومه.
•اما جيتس(Gates) يعرفه على انه "عبارة عن عملية
اكتساب الطرق التى تجعلنا نشبع دوافعنا او نصل الى تحقيق اهدافنا"[2]
•والتعلم عند جيلفورد(Guilford)"تغيير
فى السلوك ناتج عن استثارة،وهذا التغيير فى السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات
بسيطة،وقد يكون لمواقف معقدة.[3]
•وعرفه الدكتور(عبدالرحمن
العيسوى)بأنه"العملية التى بواسطتها تتغير استجابة الكائن الحى، ويحدث هذا
التغيير نتيجة لاكتساب الخبرة"[5]
ومن
احدث التعريفات؛ذلك الذى قدّمه (جريجورى كمبل) الذى يحتوى على اغلب العناصر
الرئيسة التى وردت فى مختلف التعريفات،وهو يعرف التعلم بأنه"تغير ثابت نسبياً
فى امكانية حدوث سلوك معين نتيجة للممارسة المعززة"[6]
اما
الدكتور عبدالرزاق عمار عرفه بتعريف جامع مانع بقوله"عملية اكتساب الممارسات
والمعارف والكفايات والاتجاهات والقيم الثقافية،بالملاحظة والمحاكات والمحاولة
والتكرار".[7]
[1]
:فهمى، مصطفى، سيكولوجية التعلم، ،دار مصر للطباعة،
ط1،1953،ص9.
[1]
: المصدر نفسه، ص(10)
[1]
:مصطفى، محمد زيدان، نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية،
جدة ،دار الشروق ،المملكة العربية السعودية، ط1،1402هـ -1982م،ص24.
[1]
: المصدر نفسه،ص25.
[1]
:العيسوي، عبدالرحمن، سيكولوجية التعلم، دمشق، دار
الانوار، بدون طبعة ،2000م،ص13.
[1] :عبدالله، .عبدالسلام الجقندي وآخرون، مرشد الدعاة والمعلمين فى التربية وعلم النفس،
طرابلس، الجماهيرية الليبية، منشورات كلية الدعوة الاسلامية، ط1،2007م،ص110-111.JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ
المطلب الثانى: الدافعية وتعريفها
يرجع ظهور ها المصطلح الى نهايات القرن التاسع عشر"بدأ ظهوره حوالى عام 1880 فى انكلترا وامريكا،فى كتابات بعض العلماء،عندما تكلموا عن الرغبة والقصد،والارادة والفعل الارادى،فكتب(Sully) مثلا؛ان الرغبة التى تسبق الفعل،السلوك،وتحدده،تسمى القوة الدافعة او المثير او الدافع"
هناك ثلاثة شروط اساسية؛لابد من مراعاتها،لكى تتم عملية التعلم،وهى الدافعية والنضج والممارسة.
والدافع(Motive) "شرط ضرورى لكل تعلم،فلا تعلم بدون دافع،وذلك لأن التعلم هو تغير فى السلوك،ينجم عن نشاط يقوم به المتعلم،والمتعلم لا يقوم بنشاط من غير دافع، وكلما كان الدافع قويا؛زادت فاعلية التعلم،ولكن لو زادت شدة الدافع الى حد معلوم؛عطل التعلم".
اما تعريف الدافع،هو"اصطلاح يطلق فقط على البواعث الذاتية او الباطنية،وهو قوة داخلية موجِّهة،ينشأ داخل الفرد،كنتيجة مباشرة لخبرته فى الحياة".
والدافع"هى الطاقات التى ترسم للكائن الحى أهدافه وغاياته- لتحقق التوازن الداخلى- او تهيىء له احسن تكيف ممكن مع البيئة الخارجية".
وجاء فى كتاب(مرشد الدعاة والمعلمين فى التربية وعلم النفس)بأن الدافع هو"حالة جسمية أو نفسية تثير السلوك فى ظروف معينة،وتوصله حتى ينتهى الى غاية معينة".
والدافع عند الدكتور جليل شكور"القوة التى تهيىء السلوك الى الحركة وتعضده وتنشّطه وتبعث الطاقة اللازمة فيه،والدوافع يمكن الاستدلال عليها من السلوك ذاته"
ى
التعلم وتعزيزهالدافعية
فى
التعلم وتعزيزهاة
فى
التع
المطلب
الثالث: الدوافع فى التعلم ووظائفها
مادام الدوافع لها هذا التأثير الكبير على
التعلم،كذلك لها وظائف ايضا،وعلاقته بالتعلم؛علاقة وطيدة،لأنه "لا تعلم بدون
دافع،فقد تكون لدى الفرد القدرة والوقت والفرصة المتاحة،ولكن لا يحدث التعلم اِن
لم يكن لدى المتعلم ما يدفعه الى التعلم،اذ لابد من وجود دافع يحرك الكائن الحى
نحو النشاط".[1]
كذلك"كل تعلم يجب انْ يرافقه دافع
معين، وفقدان هذا الدافع يفقد الموقف التعليمى قيمته وجديته،ويحول تاليا دون حدوث
التعلم"[2]
وهكذا "؛تعد الدوافع من اهم العوامل
التى تسهم فى التربية بوجه عام،والتعلم بوجه خاص،فالتعلم الناجح؛هو التعلم القائم
على دوافع المتعلمين وحاجاتهم،وكلما كان موضوع الدرس مشبعا لهذه الدوافع
والحاجات؛كلما كانت عملية التعليم اقوى واكثر حيوية،من اجل ذلك ينبغى انْ يوجه
نشاط التلاميذ بحيث يشبع الحاجات الناشئة لديهم ويتفق مع ميولهم".[3]
وعليه"فمن الضرورى أنْ يقوم التعلم
على دوافع المتعلمين،وعلى ما لديهم من اتجاهات وميول،على أنّ اهمال الدوافع يؤدى
الى تدنى قدرات المتعلمين واخفاقهم،أمّا زيادة الدافع الى حد معين؛كالخوف الشديد
من الامتحانات- مثلاً – سيعطل التعلم".[4]
ومن جهة اخرى"يتوقف اكتساب المعارف
على المجهود النوعى الذى يبذله
المتعلمون،ذلك
لأن النشاط العقلى يرتبط ارتباطا وثيقا بالدافعية او الطاقة النفسية المحرِّكة
التى تدفع المتعلم للتعلم،يشَبِّهُه بياجي(Piaget) بالقاطرة،وعناصر التعلم بالعربات التى
تجرها القاطرة،وبعبارة اخرى؛يوظف المتعلم المحفز طاقته النفسية فيما يتعلم،اى أنه
يضفى عليه دلالة شخصية تثير اهتمامه،ولأن ما يتعلمه يبدو له مهما ومفيدا،فيصبح
للعلم قيمة فى نظره،جديرة بأنْ يبذل من اجله كل عناء".[5]
ولهذا"يجب ان تجرى عملية التعلم وفق
دوافع المتعلمين،ووفق ما لديهم من اتجاهات وميول".[6]
[1]
: عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرجع سابق،ص117.
[1] : وديع،د.جليل شكور،مرجع سابق،ص154.
[1]
: مصطفى،د.محمد زيدان،مرجع سابق،ص61.
[1]
: عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرجع سابق،ص118.
[1]: عمار،د.عبدالرزاق،مرجع
سابق،ص289.
للدوافع ثلاث وظائف هامة فى عملية
التعلم؛وهى:
الاولى:انها
تضع امام المتعلم اهدافا معينة،يسعى لتحقيقها.
الثانية:انها
تمتد السلوك بالطاقة وتثير النشاط.
لكن الدكتور جليل شكور،ذهب الى انّ وظيفة
الدافعية، ذات ثلاثة ابعاد ازاء اى موقف تعليمى:
•فى البعد الاول؛تنشط الدافعية سلوك الكائن
الحى من حالة السكون الى حالة الحركة،بمعنى حدوث حالة عدم اتزان بين الفرد
والبيئة،فيسعى الفرد لتحقيق اتّزانه،فيبذل نشاطا معيناً.
•فى البعد الثانى،تعتبر الدافعية عاملا
توجيهيا،اى توجه السلوك،سلوك الكائن الحى،وجهة معينة،نحو غرض معين،يؤمّن الاشباع
لهذا الدافع.
•اما فى البعد الثالث لوظيفة الدافعية،فهو
الدور التعزيزى،فانْ كانت نتيجة السلوك، رضا واشباع الدافع،يتعزز السلوك ويقوى
الدافع وينشط"[2]
[1] : وديع،د.جليل شكور،مرجع سابق،ص154.
[1]: مصطفى،د.محمد زيدان،مرجع سابق،ص62.
[1] : وديع،د.جليل شكور،مرجع سابق،ص154.
المطلب
الرابع: أنواع الدافعية
هناك
نوعان رئيسيان للدوافع؛وهما:
الاولى:الدوافع
الفطرية(بيولوجية او اولية):وهى"تلك
الدوافع التى لم يكتسبها الفرد من بيئته عن طريق الخبرة والمِران والتعليم؛انما هى
عبارة عن استعدادات يولد الفرد مزودا بها،ولهذا فهى تسمى احيانا بالدوافع
الفطرية".[1]
وهذا النوع لها علامات يميزها عن غيرها من
الدوافع،ومن هذه العلامات:
•يتميز الدافع الفطرى بظهوره منذ الميلاد او
من سنّ مبكرة،اى قبل ان يفيد الفرد من الخبرة والتعلم،كالجوع والعطش.
•الدوافع الفطرية عامة ومشتركة بين افراد
النوع الواحد جميعا،مهما اختلفت بيئاتهم وحضاراتهم،كالدافع الجنسى ودافع الامومة.
•يشترك الانسان مع الحيوانات العليا فى بعض
الدوافع؛مثل دوافع الجوع والعطش والنوم والدافع الجنسى ودافع الاستطلاع ودافع
اللعب.
•ثبات الهدف الطبيعى للدافع الفطرى،بالرغم
من تغير السلوك الذى يحقق هذا الهدف.[2]
هذا"ولا شك ان الانسان فى الاجيال
التأريخية الغابرة،قد تعلم كثيرا من الوان حضارته مدفوعا بتلك الدوافع الاولية،فهو
مثلا قد تعلم الوسائل المختلفة لزراعة الارض،ليبعد عن نفسه وعن اطفاله شبح
الجوع،كما تعلم بناء الاكواخ،لكى يقى نفسه شدة حرارة الصيف وبرودة الشتاء".[3]
بهذا
الشكل نرى"انّ العلاقة بين التعلم والدوافع الاولية؛انما هى علاقة
ضمنية،قاصرة على ناحية خاصة من نواح ثلاث(فسيولوجية،شعورية، نزوعية)يتضمنها كل
دافع،وتتصل هذه الناحية بالسلوك الظاهرى،ولنضرب مثلا لذلك بدافع البحث عن
الطعام،فلهذا الدافع ناحية فسيولوجية تتمثل فى التغيرات العضوية التى تنجم عن
الجوع،وناحية نفسية تتصل بالحالة الشعورية التى يكون عليها الانسان عندما يكون
جائعا،وناحية نزوعية؛تتمثل فى النشاط الذى يترتب على الشعور بالدافع،والذى ينتهى
باشباعه".[4]
[1]: مصطفى،د.محمد زيدان،مرجع سابق،ص45.
[1]
: عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرجع سابق،ص76.
[1] : فهمى،د.مصطفى،مرجع سابق،ص119.
الثانية:الدوافع
المكتسبة(الثانوية):وهى"دوافع
ليس لها اساس بيولوجى معروف،وانما هى حاجات يتعلمها الانسان من البيئة
والمجتمع".[1]
فهذه الدوافع"مكتسب، يكتسبه الفرد عن
طريق تفاعله مع البيئة التى يعيش فيها".[2]
والفرق بينه وبين الدوافع الاولية؛ان
هذه"اوثق صلة بالتكوين النفسى،فى حين؛الدوافع الاولية شديدة الاتصال بالتكوين
العضوى".[3]
وايضا"بينما يولد الكائن الحى مزودا
بالدوافع الاولية،نجد الدوافع الثانوية تنشأ بعد ذلك فى ظل الظروف المختلفة
للفرد،وتتأثر الى حد كبير بالبيئة المحيطة به،وما يسيطر عليها من عادات وأنظمة
وتقاليد".[4]
اذا استطعنا انْ"نلاحظ انَّ الناس
جميعا يشتركون فى الدوافع الاولية،لا يشذ منهم احد،لانّ هذه الدوافع جزء من الكيان
الحيوى، ولا اثر للبيئة فى بدء نشأتها،فاننا نلاحظ؛انهم يختلفون فى كثير من
الدوافع الثانوية،لأنها خاضعة فى تكوينها للظروف البيئية التى تختلف باختلاف
الافراد والجماعات،انّ الناس جميعا يستوون فى دافع كالبحث عن الطعام- وهو دافع
اوّلى- ولكنهم يختلفون فى دافع ثانوى كالتملك مثلاً".[5]
وهناك دوافع اخرى كالمنافسة وحب السيطرة او
الخنوع والميل الى الاجتماع او العزلة"ما يقال عن التملك،يمكن ان يقال عن
الدوافع الثانوية الاخرى،التى تنشأ وتتطور تحت تأثير التربية والحياة
الاجتماعية".[6]
[1]
: المصدر نفسه،ص120.
[1]
:عزالدين، محمد توفيق، التأصيل الإسلامي للدراسات النفسية،
القاهرة، دار السلام،ط1،1418هـ - 1998م، ص513.
[1]
: عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرجع سابق،ص71،72.
[1] : فهمى،د.مصطفى،مرجع سابق،ص120.
[1] :المصدر
نفسه،ص120،121.
[1] : المصدر
نفسه،ص121.
¢المبحث الثانى:تعزيز الدافعية فى الفكر
التربوى الاسلامى
¢
¢المطلب الاول: التعزيز وماهيته
¢المطلب الثانى: تعزيز الدافعية فى القرآن
الكريم
¢المطلب الثالث: تعزيز الدافعية فى السنة
النبوية
¢المطلب الرابع: أساليب تعزيز الدافعية
المطلب
الاول: التعزيز وماهيته
ان طبيعة الانسان، مجبولة للتوجه نحو تحصيل
الاشياء بالاشتياق والسرور فى بدايتها،لكن
ما تلبث أنْ تنخفض شيئا فشيئاً،اذا لم تدعم بشكل جيد ولم تعزز بوجه حسن،تلك هى
طبيعة الانسان.
اصل
التعزيز من كلمة(عزّز)،يقول ابن منظور: عَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم قَوَّيْتُهم وشَدَّدْتُهم.[1]
قال الزبيدى: عَزَّزَه تَعْزِيزاً ،عَزَزْتُ
القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم : قَوَّيْتُهم وشدَّدْتُهم.[2]
فالتعزيز"مثير يؤدى وجوده او
استبعاده،الى زيادة احتمال حدوث الاستجابة".[3]
او هو"مايحيل الدافع من حالة الكمون
الى حالة النشاط"[4]
بعد ذلك؛يجب ان نعلم"ان التعلم ليس
امرا يسيرا على المتعلم،اذ فيه الجهد والعناء،كما يحتاج الى وقت وتفرغ،وتخطيط
وبذل،لذا لابد من دافع يحمله عليه بسرور".[5]ولابد ايضا من تقوية هذا الدافع وتدعيمه
وتحفيزه وتشجيعه وتعزيزه.
اذن؛التعزيز امر ضرورى لتوجيه الدافعية نحو
التقدم والمضى الى الامام فى تأدية الواجبات،وفى القيام بالمهات،لكى لا تتأخر ركب
التعلم والتعليم من القافلة، وفى سبيل الدوامة والاستمرارية نحو التحصيل المعرفى
والتنشيط الثقافى.
وهكذا؛يحتاج التعلم الى مثير لاستثارته،والى
منبِّه لتنبيهه،والى منشِّط لتنشيطه والى
محفِّز لتحفيزه،والى مشجِّع لتشجيعه،والى معزِّز لتعزيزه،والى مُسانِد
لتدعيمه،وهلم جرا.
كل
هذه؛من اجل النهوض به من الاستثقال والتثبط،الى الحيوية والحركة والانطلاق.
[1] : ابن منظور، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، لسان العرب
المحيط ، بيروت، دار صادر،
ط1،باب(عزز)،ج5،ص374.
[1]
: الزَّبيدي، محمّد محمّد عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، تاج العروس
من جواهر القاموس ،د.ت،باب(عزّز)،ج1،ص3758.
[1] : مصطفى،د.محمد زيدان،مرجع سابق،ص101.
[1] : عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرجع سابق،ص74.
[1]
:توفيق،د.عابد الهاشمى،طرائق التدريس،مهارات التربية
الاسلامية،بيروت،مؤسسة الرسالة،ط1،1427هـ - 2006م،ص124.
المطلب
الثانى: تعزيز الدافعية فى القرآن الكريم
مما لا يخفى على كثير من الناس،أننا اذا
قلنا:(التربية الاسلامية)،نقصد بذلك،التربية التى ترجع اساسها الى القرآن
الكريم،وتنبع ينابيعها من منابعها الثرة،وتبسط باسقاتها من ساقه العريض العريق.
و"لقد استخدم القرآن الكريم منهجا
فريدا فى تربيته للمؤمنين،وغرس المبادىء والقيم الاسلامية فى نفوسهم،واهتم باثارة
دوافعهم للتعلم،وتغيير اسلوبهم غير المرغوب فيه،وتثبيت السلوك المرغوب فيه،بأساليب
عدة،كالترغيب والترهيب والقصة".[1]
ان القرآن الكريم سلك مسلكا خاصا به فى
اثارة الدوافع،واستعمل الترغيب والترهيب،وهما"مفردتان من مفردات القرآن
الكريم،تقابل كلتاهما؛الحاجة الى الاثابة،والحاجة الى تجنب الألم،وقد اثبتت العلوم
البيولوجية،انّ لكلتا الحاجتين اسسها البيولوجية فى الدِّماغ،من هنا نفهم،لماذا
توجه الخطاب القرآنى والنبوى الى منظومة الترغيب والترهيب؟اكتشف كولنقار(Colinger)انّ
مزاج الانسان يشمل ثلاثة حاجات:الحاجة الى تجنب الألم،والبحث عن الاثابة،والحاجة
الى البحث الى ماهوجديد".[2]
ومن جهة اخرى"لايغير المرء من آرائه واتجاهاته،الا بدافع قوى يحمله على
التغيير،وتمثل هنا الدافع فى القرآن والسنة النبوية فى منظومة الترهيب
والترغيب،التى ظهرت نجاعتها فى تغيير معتقدات العرب خلال عشرين سنة تقريبا".[3]
[1] : عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص301.
[1]: حميد، د.صالح العلى، التربية
الاسلامية ماهيتها،مباديء تعلمها،طرق تدريسها،دمشق ،دار الكلم الطيب،ط1،1428
هـ -2007م،ص58.
[1]:عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص311.
كما قلنا آنفا"أثار القرآن دوافع
الناس عن طريق ترغيبهم فى الثواب الذى يحظى به المؤمنون فى نعيم الجنة،وبترهيبهم
من العقاب الذى سيلحق الكافرين فى نار جهنم،وهناك آيات عدة تصف نعيم الجنة التى هى
مقر المؤمنين،فتبعث فى نفوسهم الامل فى دخولها والشوق اليها،ومن ثَم تثير دافعهم
للعمل على كسب رضاالله-عزوجل- وتقواه،بالسبل كافة من اجل الوصول الى ذلك
النعيم،وآيات اخرى تصف نار جهنم التى هى مقر الكافرين ومقامهم،وتصف حالهم
فيها،فتبعث
فيهم
الرهبة من عذابها وسوء الحال فيها،ومن ثَم العمل على الخلاص منها،بطاعة الله عزوجل
والابتعاد عن معاصيه".[1]
هكذا"وقداستخدم
المنهج الاسلامى هذا الاسلوب،فى تحريك الدوافع الخيّرة وتنشيطها،تارة بالترغيب
فيما اعده الله تعالى لمن خاف مقام ربه،ونهى نفسه عن غيّها وطغيانها،وتارة
بالترهيب مما اعده الله تعالى للمفسدين والمنحرفين عن يبل الاسلام".[2]
اِلّا انّ هناك حقيقة مهمة فى هذا الصدد،قد
تخفى على انظار الناس احيانا،وهى الموازنة بين الترغيب والترهيب،وذلك"يحرص
الاسلام على انْ يكون المسلم بين الخوف والرجاء،لأنهما مترابطان،صنوان لا يفترق فى
شعور المسلم".[3]
والاهم
من ذلك؛هو انّ الاسلام يفضل الترغيب على الترهيب،فـ "القرآن الكريم يبدأ
غالبا بالترغيب،اذ يفضله ﭽ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ( الحجر: ٤٩ – ٥٠)وقوله: ﭽﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ
ﭶ ﭷ ﭸ
ﭹﭺ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭼ (غافر: ١ – ٣)"[4]
والسبب
فى ذلك"انّ المخطىء والعاصى احوج الى الترغيب فى اصلاحه من الترهيب،لذا
يخاطبهم الله- عز وجل : ﭽ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﭼ( الزمر: ٥٣) بل
يغريهم بتبديل سيئاتهم حسنات:ﭽ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ (الفرقان: ٧٠)".[5]
[1] : حميد، د.صالح العلى،مرجع سابق،ص58.
[1]
: حامد، د.خالد الحازمى، أصول التربية الاسلامية، المدينة
المنورة، دار عالم الكتب ،ط1،1420هـ - 2000م،ص392.
[1] : توفيق،د.عابد الهاشمى،مرجع سابق،ص127.
[1] :المصدر
نفسه،ص128.
[1] : المصدر نفسه،ص128.
والآن بعد هذا الايضاح الموجز؛أتى دور اتيان
الامثلة على كل من الترغيب والترهيب،كمعزِّز ومحفِّز للدوافع الانسانية
أولا: من
أمثلة الترغيب فى القرآن الكريم:يقول الله-عزوجل- ﭽ ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ
ﭕ ﭖ ﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ ﭼ(فصلت: ٣٠)فى
هذه الآية"جاء الترغيب على لسان الملائكة يبشرون المؤمنين فى غمرات الموت،بم
ينتظرهم من النعيم الذى اعده الله لهم بسبب استقامتهم على الخضوع لأمرالله
وحده،وعلى عبوديتهم وخضوعهم واخلاصهم لربهم".[1]
ويبين الآية حالهم ويظهر يشيد
بالصفة التى كانوا عليها؛وهى الاستقامة،"حيث وصف الله عقيدتهم واعمالهم التى
استحقوا بها، ما استحقوا من بِشارة الملائكة والنعيم الذى اعده الله لهم،وصفهم قبل
انْ يذكر البشارة والنعيم،وصفهم بأنهم استقاموا واستمروا على قوله ﭽ ﭔ
ﭕ
ﭼ وصبروا على تكاليفها،فأخضعوا سلوكهم وحياتهم لله الخالق الذى آمنوا به ربا
ومعبودا".[2]
والدرس الذى نستنبطه من الآية؛هو
الاستمرارية والثبات على الطاعة"حيث يرغبنا الله بالعمل الصالح والاستقامة
على طاعته،والتزام منهجه وشريعته،حتى نحظى بالوفاة الطيبة،ونظفر بالنعيم
المقيم،الذى ظفر به هؤلاء المبشرون".[3]
ثانيا:من امثلة الترهيب فى القرآن الكريم،قوله
تعالى: ﭽ ﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭼ( الواقعة: ٨٣ – ٨٥)
الآية تتحدث عن الحالة المخوِّفة عند الغرغرة و اخراج الروح من الجسد،الكلام موجه
الى المعاندين والمكذبين بالقرآن"يسألهم الله تعالى عن لحظة الموت التى ترتجف
لها الاوصال،وينتهى عندها كل جدال،ويقف فيها الانسان على بداية طريق الحساب
والجزاء،يسألهم جل جلاله:فماذا انتم فاعلون حين تبلغ الحلقوم؟لماذا لا ترجعون
الروح،وترجعون الميت الى الحياة،انْ كنتم – كماتزعمون – غير خاضعين لله غير مدينين
له بحياتكم،غير مسؤولين
امامه عن اعمالكم؟
[1] : النحلاوى، عبد الرحمن، التربية
بالترغيب والترهيب،دمشق، دار الفكر،ط1،1429هـ -2008م،ص34.
[1] :المصدر
نفسه،ص34،35.
[1] : المصدر نفسه،ص35.ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ( الواقعة: ٨٦ – ٨٧( ".[1]
لو تتفكر فى المشهد المتحيِّر"الذى يصوره
لك القرآن،حتى لتكاد تسمع صوت الحشرجة،او تكاد تبصر نظرة العجز وذهول اليأس فى
ملامح الحاضرين،يتساءل الانسان عن مصيره،وقد فزعت الروح من امر الدنيا،واصبحت لا
تملك الا ما ادخرت من عمل،او كسبت من خير او شر،وهى تستقبل عالَماً لا عهد له
بها،ولا تملك من امره شيئا !".[2]
وفى المرحلة النهائية من هذا المشهد
القرآنى، الذى يحقق اسلوب الترغيب والترهيب فى اثارة الدوافع وتعزيزها،يقول سبحانه
وتعالى: ﭽ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ
ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ
ﮮ ﭼ ( الواقعة: ٨٨ - ٩٤ ) اذا امعنا النظر فيها؛تبين لنا
انّ"هذه الآيات تحض على العمل الصالح حضا غير مباشر،فهى اذن تُعرِّفُنا بنزلة
المقربين واصحاب اليمين،وبالنعيم الذى اعده الله لهم،تدعونا انْ نكون مثلهم،وانْ
نهمل مثل عملهم فى الدنيا،لنحظى بما حظوا به من النعيم الذى يُرَغِّبُنا الله
فيه،ويدعونا الى صراطه المستقيم،كما انّ هذه الآيات تحذرنا من مصير المكذبين
الضالين،الذين يُنزَلون فى منازل من النيران المسَعّرة المُتَوهِّجة،يَصْلَوْنَ
فيها لظى،ويحرقون فى جحيم جهنم،ويذوقون عذابها جرّار تكذيبهم رسول الله،وتنَكُّرهم
لمنهجه فى سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية،فهذا التحذير من مصيرهم؛مفاده التحذير من
اعمالهم التى كانت سببا فى ذلك المصير".[4]
[1] : النحلاوى، عبد الرحمن،مرجع
سابق،ص32.
[1]
:المصدر نفسه،ص32.
[1]
: المصدر نفسه،ص31.
[1] : المصدر نفسه،ص33.
السنة
النبوية هو المصدر الثانى للتشريع عند المسلمين،وهى ايضا مصدر مهم من المصادر التى
تُؤخذ منه التربية الاسلامية،وهذالمصدر زكّى الله سبحانه وتعالى قائله،اى النبىa،بقوله: ﭽ
ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ ( النجم: ٣ - ٤)،ولا شك فى انه فى حياته العملية، بيّن لنا معالم التربية
والتعليم،بيانا واضحا،وبيّن فضل العلم والسعى لتحصيلها و وضّح منزلة العلماء
والمتعلمين فى جوامع كلمه،فلا يتصور منه اهمال بيان الطرق الموصلة الى العلم
وكيفية تحصيلها،بل حبّذ الينا تعلمه وتعليمه،وشوّقنا ببيان منزلته السامية،والاكثر
من ذلك"اهتم النبى a بمبدأ
الدافعية واثره فى التعلم،وطبّقه على اصحابه،وركّز على اثارة دوافعهم الى
التعلم،سواء أكانت دوافع معرفية ام استطلاعية او تنافسية،عن طريق الترغيب والترهيب
والقصة،...الخ.لاثارة دوافع اصحابه لاعتناق الاسلام،والالتزام بمبادئه،والابتعاد
عن المعاصى"[1]
وعند استعمال عذا الاسلوب من قِبَل النبىa "كان يساعده على ترغيب الناس فى
الدين الحنيف،والتأثير فى نفوسهم،فصاحته التى تأسر القلوب،كما قال العرباض بن
سارية:وعظنا رسول الله موعظة؛وجِلَتْ منها القلوب،وذرِفَتْ منها العُيون.(رواه
البخارى والترمذى)".[2]
من امثلة الترغيب والترهيب فى السنة
النبوية:(عَنْ جَابِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ a فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَقَالَ :« مَنْ
مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ
بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ) (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)
ماأروع من قصة، وما أجمل من حادثة،وما أكثر
فيها من فائدة،لأنه فيه"جوانب تربوية مهمة،اذ حث المتعلمين على تعديل
سلوكهم،وتوجيهه،بترك غش المسلمين وحسدهم،واثار فيهم دافع المعرفة،وحب الاستطلاع،من
خلال ايهام الشخص وعمله،بالاضافة الى دافع التنافس فى فعل الخيرات،والتعلن الذى
ظهر واضحا فى سلوك عبدالله بن عمرو،الذى لحق الصحابى الى بيته،لِيعرف ماكان
يعمل،حتى حظى بشهادة النبى له،وليقتدى به،ويعمل مثل عمله".[1]
لقد اتبع النبىa القرآن حق الاتباع،وذلك باستخدام الترغيب
والترهيب معا فى خطبه ومواعظه ونصائحه"واستعمل النبىa اسلوبى الترغيب والترهيب معاً".[2]
و"يجمع
احيانا فى الحديث الواحد بين الترهيب والترغيب"[3]
والحكمة فى الجمع بين هذين الاسلوبين؛يرجع
الى"انّ الترغيب وحده؛قد يجعل الناس يتواكلون،ويقصرون فى اداء واجباتهم،كما
انّ الترهيب وحده،قد يجعل بعض الناس ييأسون من رحمة الله،فيتركون واجباتهم".[4]
[1] : حميد، د.صالح العلى،مرجع سابق،ص61.
[1] : عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص311.
المطلب
الرابع: أساليب تعزيز الدافعية
لقد سبق أنْ قلنا؛ انّ الدافعية لها تأثير
كبير فى التعلم ومسيرتها،ولها دورها التى يجب انْ تؤخذ بعين الاعتبار من قبل
المربين والمعلمين،وههنا نشير الى الاساليب التى تُتّبع فى تقويتها وتعزيزها،كى
تتم حركة التحريض والاستثارة لدى المتعلم،على الشكل الذى يريده المعلم،او
محققا-على الاقل- نسبة ملحوظة من التطلعات التى ارادها المعلم،ومن التوقعات التى
قد ذهب اليها.
و"بتعزيز هذه الدافعية،وباثارة دوافع
التلميذ،ينشط سلوكه وتزداد رغبته فى السعى،تحقيقا للمزيد من المردود بنجاح اكبر
وبافضل طريقة ممكنة"[1]
اولاً:تعزيز
الدافعية بالقصص:من خصائص القرآن المكى؛اتيانه بقصص الماضين، واخبار
الغابرين،وحياة المرسلين،مما قد يؤدى الى الاندهاش والتطلع الكثيران،والله سبحانه
وتعالى قد اشار الى"اهمية القصص فى التعليم:ﭽ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﯰ ﯱﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ
ﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﰁ
ﰂ ﰃ ﭼ (يوسف: ١١١
)وقال سبحانه:ﭽ ﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞ ﭼ (الكهف: ١٣
)وقال سبحانه: ﭽ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﭼ (الأعراف: ١٧٦ )".[2]
و"للقصة فى التربية الاسلامية وظيفة
تربوية،لا يحققها لون آخر من الوان الاداء اللغوى،ذلك انها تمتاز بميزات،جعلت لها
آثارا نفسية وتربوية بليغة،محكمة،بعيدة المدى على مرّ الزمن،مع ما تثيره من حرارة
العاطفة ومن حيوية وحركية فى النفس،تدفع الانسان الى تغيير سلوكه وتجديد عزيمته
بحسب مقتضى القصة وتوجيهها وخاتمتها،والعبرة منها".[3]
[1] : حميد، د.صالح العلى،مرجع سابق،ص62.
[1] : وديع،د.جليل شكور،مرجع سابق،ص157.
[1] : عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص290.
هذا؛وانّ
اثارة الدوافع بسرد القصص،لها تأثيرها المؤكد،لانّه"اكتشف علم النفس
الفسيولوجى،انّ وظائف نِصفَى الدماغ الكُرويين،مختلفة،فاذا كان النصف الكروى
الايسر يختص بادراك الكلام والتحليل والمنطق،فان النصف الكروى الأيمن يختص بادراك
الجمال والفن والصور والمجاز،فكأنّ هذا الجزء من الدماغ؛اكثر حساسية بخاصيات
القصة،فيكون القارىء او المستمع الى القصة متأثرا بها فيستسيغها،ويتعظ بها،لأنها
تثير فيه الفكر والوجدان معاً".[1]
والاحاديث النبوية-ايضا-"لم تخل من
القصص،شأنها شأن القرآن الكريم،الذى لم يخل من القصص،عمد الرسول اذن؛ الى القصة
كوسيلة تعليمية يستثير بها اصحابه، فيشد اهتمامهم وانتباههم،فيتعلمون منه العبر
والمواعظ،حتى يهتدوا ويعلموا بما أنزل الله".[2]
ثانياً:تعزيز
الدافعية بالمكافئة:هناك وسيلة اخرى يمكن اسعمالها لتعزيز الدافعية،الا وهى الثواب
او الجزاء او المكافئة،لأنّ"الانسان وانْ بلغ مبلغ االرجال،فلا ينفك عن
الحاجة الى الثواب،وهناك آيات كثيرة فى كتاب الله تتحدث عن الثواب للبالغين من
الرجال والنساء،على فعل الصالحات".[3]
ولأنّ"النفس
الانسانية يشجعها الثواب ويجعلها تسخو فى البذل والعطاء،سواء فى ذلك،الصغير
والكبير،لذا كان الثواب معلما بارزا فى التربية الاسلامية،بل وفى كل انواع
التربية،فالثواب على الامور المحمودة،من الاقوال والافعال والتصرفات،ازاء المواقف
المختلفة،مما ينبغى انْ يعتنى به المربى".[4]
فالمتعلم
كغيره من بنى جنسه،فى بعض الاحيان يحتاج المكافئة،تنشيطا له فى تعلمه،وكسبه نوعا
من المعرفة،وتقديمه خطوة نحو الامام،لذلك"تستهدف اثابة المتعلم دفعه على بذل
الجهد للتحصيل،وعلى المثابرة،وخاصة؛انّ حصيلة التعلم قد لا يدركها المتعلم،لأنها
تبدو مجردة وبعيدة المنال،ومن الصعب على الدارس المحافظة على مستوى كاف من
التحفيز،فلا بد له من مكافئة تدفع بالمتعلم الى المزيد من بذل الجهد"[5]
[1]
: النحلاوى،عبد الرحمن، اصول التربية
الاسلامية واساليبها ،دمشق،دار الفكر،ط1،2004م،ص 188 ،189.
[1] : عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص290.
[1] : المصدر نفسه،ص290.
[1] : شاكر، محمد شريف، نحو تربية إسلامية
راشدة،من الطفولة حتى البلوغ، ،الرياض،ط1،1427هـ - 2006م،ص141.
[1] :المصدر نفسه،ص92.
ثالثاً:تعزيز
الدافعية بتشريك المتعلمين:انّ الاستمرارية فى التدريس؛قد تنجم عنه الملالة و
والسآمة،لذلك يجب ان يتنبه المدرس لبعض الاساليب المجدية،التى ترجى منها
خلق جوى تعليمى دافىء،حتى يحبب الى التلاميذ الدروس،ويشحذ هممهم نحو التقدم الى
الامام. ولهذا"تعد المشاركة فى التعلم حافزا
لتحصيل العلم،وتتخذ هذه المشاركة شكل الحوار فى التعلم...وتعد هذه الطريقة طريقة
بيداغوجية حية فى التعليم،اذ يطرح المتعلمون الاسئلة،فيكون الدرس اجابة عن
سؤال،ومن مزايا هذه الطريقة،انّ المتعلم يكون متعطشا للاجابة ومحفزا
للتحصيل".[1]
واخيراً؛اذا طبقنا هذه الاساليب،واذا راعينا
هذه السبل فى العملية التعليمية، نستطيع ان نقول،قد أدينا الواجب الذى على
عاتقنا،بالصورة المطلوبة المرضية، وهو اعطاء المعلومة للمتعلم واستفادته منها،مع
مشاركته ومباشرته العمل بكل اللهف والسرور والارتياح،حتى نوصل القافلة الى منزله
ومستقره،وحتى يكون التعلم محققا كما اردناه.
[1]: عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص291،292.
[1] : عمار،د.عبدالرزاق،مرجع سابق،ص293.
المراجع:
1-
فهمى،د.مصطفى،سيكولوجية التعلم،القاهرة ،دارمصرللطباعة، ط1 ،1953 .
2-
مصطفى،د.محمد زيدان،نظريات التعلم
وتطبيقاتها التربوية، جدة ،دار الشروق ،المملكة العربية السعودية، ط1، 1402هـ -1982م.
3-
العيسوى،د.عبدالرحمن،سيكولوجية التعلم،دمشق، دار الانوار،بدون طبعة ،2000م.
4-
عبدالله،د.عبدالسلام الجقندى وآخرون،مرشد الدعاة والمعلمين فى التربية وعلم النفس،
طرابلس،الجماهيرية الليبية،منشورات كلية الدعوة الاسلامية،ط1 ،2007م.
5-
عمار،د.عبدالرزاق،علم النفس فى القرآن والسنة،تونس،دار الجيل،ط1، 1431هـ - 2009م.
6-
صالح، د.عبدالرحمن ،وآخرون، مدخل الى التربية الاسلامية وطرق تدريسها ، عمان، دار
الفرقان،ط1 ،1411 هـ-1991م.
7-
وديع،د.جليل شكور،علم النفس التربوى،بيروت،عالم الكتب،ط1، 1416هـ - 1995م.
8-
منسى،د.محمود عبدالحليم وآخرون،المدخل الى علم النفس التربوى،بدون طبعة،2001م.
9-
عزالدين،محمد توفيق،التأصيل الاسلامى للدراسات النفسية،القاهرة،دار السلام،ط1 ،1418 هـ - 1998م.
10- ابن منظور، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي
المصري، لسان العرب المحيط ، بيروت، دار صادر،ط1،ج5.
11-
الزَّبيدي، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، تاج العروس من
جواهر القاموس،بدون طبعة ،د.ت،ج1.
12-
توفيق،د.عابد الهاشمى،طرائق التدريس،مهارات التربية الاسلامية،بيروت،مؤسسة
الرسالة،ط1 ،1427هـ - 2006م.
13- حميد، د.صالح العلى، التربية الاسلامية
ماهيتها،مباديء تعلمها،طرق تدريسها،دمشق ،دار الكلم الطيب،ط1 ،1428
هـ -2007م.
14- حامد، د.خالد الحازمى، أصول التربية
الاسلامية، المدينة المنورة، دار عالم الكتب ،ط1 ،1420هـ - 2000م.
15- النحلاوى، عبد الرحمن، التربية بالترغيب
والترهيب،دمشق، دار الفكر،ط1 ،1429هـ
-2008م.
16-
النحلاوى،عبد الرحمن، اصول التربية
الاسلامية واساليبها ،دمشق،دار الفكر،ط1 ،2004م.
17- شاكر، محمد شريف، نحو تربية اسلامية
راشدة،من الطفولة حتى البلوغ، ،الرياض،ط1
، 1427هـ - 2006م.
لم وتعزيزها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق