الأحد، 26 يناير 2014

تعزيز الشعور بالأمان و دوره في إثارة الانتباه

تعزيز الشعور بالأمان و دوره في إثارة الانتباه

 ينتبه الطلاب عندما يحوفهم جو من الأمان . بعد إشباع الحاجة الى الغذاء ينصرف الدماغ إلى التركيز على الحاجة الأمنية * وعند تحقيق هذه الحاجة يمهد السبيل لمستوى لائق من التركيز والانتباه.
إذن المطلوب إيجاد حالة من الهدوء النفسي في الفصل الدراسي ومؤشرها "زيادة هرمون السيروتونين عن  طريق أنشطة متوقعة مثل عبارات بدء الحوار وإنهائه والتحيات...



واستخدام المفاجأة ومؤشرها زيادة هرمون الكورتيزول والادرينالين بشيء جديد أو غير متوقع. والحالة المثالية للتعلم بانتباه هي وجود توازن يبن معدلات السيروتونين والكورتيرزول والادرينالين."(جانسان:137:2007) فالتغيير واللجوء إلى الجديد يدفع بالطالب إلى الاستفادة من كل أنواع هذه الهرمونات. و قد أكّد باحثون أن "رد الفعل للضحك قد يزيد من انتاج  الجسم للناقلات العصبية, وهي مهمة جدا للتيقظ" (جانسان:138:2007) والانتباه, فالخبرات الممتعة تنشط الناقلات العصبية عامة وهذه بدورها تنشط الاهتمام بالتعلم. أما في حال افتقاد الطالب للأمان وشعوره بالخطر يداهمه, فيتولد "هرمون الادرينالين للهروب والدفاع عن النفس... وهذا بالطبع رد فعل إيجابي عندما ينقذ الحياة ولكن عندما يفرز الجسم هرمونات التوتر باستمرار كرد فعل للتوتر المزمن والقلق"(جانسان:37:2007) يجعل صاحبه في حالة سلبية من التأهب والانتباه, فيتدهور عمل الدماغ تحت ضغط الشعور بالتهديد ويمسي أقل مرونة "ويرتد إلى استخدام الوجدان والتصرفات الأولية البدائية التي توقعه في كثير من الأخطاء نتيجة سيطرة الشعور على الدماغ", وتغلق منافذ الانتباه. هذا ويستمر أثر التهديد في الجسم حتى 48ساعة, فالطلاب الذين يتعرضون للعنف في المنزل, يظهر تأثير ذلك في المدرسة ليومين متتاليين.(جانسان:104:2009)

إن الشعور بالأمان يعززه المعلم بمشاعر أخرى تؤكده وتدعم انتباه الدماغ وتركيزه على العملية التعليمية, من هذه المشاعر:
+ الشعور بالانتماء والمعية, فالعلاقة الطيبة مع المعلم والزميل تكوّن "ناقلات عصبية مثل السيروتونين و الدوبامين تم اطلاقهامع الدماغ."(جانسان:24:2007)
والعمل "معاً" ينقله المعلم إلى الطلاب ليكون المفتاح إلى التعلم الدائم معهم, فالمعية توفّر هيكلاً لإدماج الطالب مع رفاقه, حتى لو مع رفيق واحد فقط, ففقدان الاندماج تمهيد لسلسلة من الفشل المتلاحق.. وقد لخّص البعض تحقيق الشعور بالمرح في "اختيار الحياة التي تريد والبقاء قريباً من الأشخاص الذين تحتاج لهم".(توزان:24:2006)
+ الشعور بالتقدير والأهمية: إن الطالب الذي يعجز عن تحقيق هذا الشعور في الصف, فإنه يعيش حالة من الألم النفسي تحول دون تحقيقه للانتباه والتركيز أثناء العملية التعليمية. "يبدو غير متحسس فيما هو في الواقع خائف من استنباط فكرة جديدة"(اوراننج:243:2006), فالشعور بالأهمية شعور بالقوة والحرية, شعور بكفاءته فيما يقوم بعمله, فيفهم نجاحه ويقدر فائدة ما يتعلمه وبالتالي يمسي أكثر تحفيزاً وانتباهاً...





* في الآية الكريمة " لإيلاف قريش ... الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف " تقدمت حاجة الطعام على الحاجة الأمنية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق